كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)
ورواه قطر بن محمد الزاهد في التشبيه من طريق ليث بن أبي سليم عن بعض أشياخه قال: "بلغ أبا الدرداء أن سلمان الفارسي رضي اللَّه عنهما اشترى خادما فكتب إليه يعاتبه في ذلك فكان في كتابه: يا أخي تفرغ للعبادة قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا تستطيع معه العبادة واغتنم دعوة المؤمن المبتلى وارحم اليتيم وامسح رأسه. . . " الحديث.
ورواه القضاعي في مسند الشهاب من طريق إسماعيل بن عياش عن مطعم بن المقدام وغيره عن محمد بن واسع قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان، فذكر مثله.
598/ 1213 - "اغْد عَالِمًا، أو مُتَعَلِّمًا أو مُسْتَمِعًا، أو مُحِبًا، ولا تَكُنْ الخامِسَة فتَهلَك".
البزار (طس) عن أبي بكرة
قال في الكبير: قال الهيثمي: رجاله موثقون، وتبعه السمهودي وهو غير مُسَلَّم، فقد قال الحافظ أبو زرعة العراقي في المجلس الثالث والأربعين بعد الخمسمائة من الأمالي: هذه حديث فيه ضعف، ولم يخرجه أحد من أصحاب الستة، وعطاء بن مسلم وهو الخفاف مختلف فيه، وقال أبو عبيد عن أبي داود: ضعيف، وقال غيره: ليس بشيء.
قلت: الشارح يظن أن مراد الحافظ الهيثمي بقوله رجاله موثقون أنهم ثقات، فيتعقب بذلك دائمًا على المصنف إذا حكم على الحديث بالضعف، وهنا عكس القضية فتعقب على الهيثمي بكلام ولي الدين العراقي وتصريحه بأنه ضعيف، وقد نبهنا فيما سبق على أن قول الهيثمي: رجاله موثقون ليس هو معنى قوله: رجاله ثقات، بل موثقون يستعملها في الرجال المختلف فيهم الذين ضعفهم بعض أئمة الجرح والتعديل ووثقهم آخرون، أما من لم يختلف فيه فيعبر عنه بقوله: رجاله ثقات، هذا اصطلاحه فلو عرفه الشارح لأراح نفسه من هذه التعقبات.
ولما وهم هنا فعبر في الشرح الصغير عن هذا الحديث بأن رجاله ثقات،
38 (أ)
والحديث رواه الدينوري في المجالسة عن أبي إسماعيل الترمذي:
ثنا أبو سعيد عبيد بن جناد الحلبي ثنا عطاء: قال لي مسعر: يا عطاء هذه خامسته، زادني اللَّه في هذا الحديث، لم تكن في أيدينا، إنما كان في أيدينا عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا ولا تكن الرابع فتهلك، يا عطاء ويل لمن تكن فيه واحدة من هذه".
ورواه الطبراني في الصغير عن محمد بن الحسين الأنماطي: ثنا عبيد بن جناد به، وفيه قال عطاء بن مسلم: فقال لي مسعر: زدتنا خامسة لم تكن عندنا "والخامسة أن تبغض العلم وأهله"، قال الطبراني لم يروه عن خالد إلا عطاء ولم يروه أيضًا عن مسعر إلا عطاء تفرد به عبيد بن جناد.
قلت: وليس كذلك بالنسبة لمسعر فقد رواه أبو نعيم في الحلية [7/ 237] عن أبي بكر محمد بن حميد عن بيان بن أحمد القطان عن عبيد بن جناد به مثله، ثم قال: ورواه عبد اللَّه بن المغيرة عن مسعر نحوه، ومن هذا الطريق أعني رواية بيان بن أحمد القطان رواه ابن عبد البر في العلم [1/ 30]، وعطاء بن مسلم مختلف فيه كما سبق عن العراقي، فروى إسحاق بن موسى عن أبي دواد قال: كان ثقة، وروى أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سألت أبا داود عن عطاء بن مسلم الحلبي فقال: ضعيف روى عن خالد عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة فذكر هذا الحديث وليس هو بشيء وقال معاوية بن صالح عن ابن معين ليس به بأس وأحاديثه منكرات، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: كان دفن كتبه ثم روى من حفظه فوهم، وكان رجلًا صالحًا، وكذا قال أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن أبي داود: في حديثه لين، وقال أحمد: مضطرب الحديث، فلأجل هذا قال الهيثمي عنه موثق ولم يقل ثقة.
598/ -مكرر/ 1215 - "اغدُوا في طَلَبِ العِلْم، الغُدُوُّ بركةٌ ونَجاحٌ". (خط) عن عائشة
قال في الكبير: رمز المصنف لضعفه، وهو كما قال ففيه ضعفاء.