كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة" رواه الطبراني في الأوسط وقال: صحيح على شرط مسلم.
ورواه أبو يعلى [8/ 25] من حديث أنس وزاد في أوله: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".
وعن أنس رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل، وإنه لضعيف العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم"، رواه الطبراني [1/ 233] ورواته ثقات سوى شيخه المقدام بن داود وقد وثق.
وعن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات اللَّه بحسن خلقه وكرم ضريبته" رواه أحمد [2/ 77] والطبراني في الكبير، ورواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة، الضَّرِيْبَةُ: الطبيعة وزنا ومعنى.
هذا كل ما ذكره الحافظ المنذري من طرق هذا الحديث ومتونه، فلعل الشارح رآه ذكر حديث عليٍّ عليه السلام وعزاه لأبي الشيخ وضعفه في رؤيا منامية.
ثم إن الشارح عزا حديث عائشة للبغوي في شرح السنة [13/ 81 - 82] مع أنه عند البغوي في التفسير وهو أشهر وأكثر تداولا من شرح السنة، فعلى سخافته المعهودة مع المصنف يقال: وقضية صنيع الشارح أنه لم يره للبغوي في كتاب أشهر من شرح السنة وهو عجيب، فقد أخرجه في التفسير عند قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} فقال:
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحاكم أنا أبي وشعيب قالا: ثنا الليث عن ابن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو بن عبد المطلب بن عبد اللَّه

الصفحة 413