كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)
والشاجب: الذي يشغب بين الناس" اهـ.
وقال في الصغير: شاجب "بشين" معجمة "وحاء" مهملة أي: هالك، قال: ثم زاد في رواية: "فالغانم: الذاكر، والسالم: الساكت، والشاجب: الذي يشغب بين الناس".
قلت: تأمل هذه العجائب، الأولى: أنه قال في الكبير: شاجب بشين معجمة وجيم، وهذا هو الصواب، ثم بعد ذلك لم يرض بهذا الصواب فرجع عنه إلى الخطإ، فقال في الصغير: بشين معجمة وحاء مهملة، وهذا خطأ صراح.
الثانية: قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه، وعارض هذا في الصغير فقال: ثم زاد في رواية، فبرهن على أن الرواية التي ذكرها المصنف هي كذلك ليس فيها زيادة، وهذا هو الواقع كما سأذكره.
الثالثة: هذه التتمة التي زعم في الكبير أنها بقية الحديث هي من حديث أنس ابن مالك من رواية كذاب وضاع قد يكون سرق الحديث الأصلي وزادها فيه كالتفسير من عنده، وكذلك هو مذكور في الميزان الذي نقله منه، ومع ذلك فإنه ادعى أنه من حديث أبي سعيد الذي ذكره المصنف.
الرابعة: قال: كما في الميزان واللسان، وهو كاذب على اللسان؛ لأن الحديث مذكور في ترجمة العلاء بن زيد، وله ترجمة في التهذيب، وكل ماله ترجمة في التهذيب لا يذكره الحافظ في اللسان.
الخامسة: قال: كما في الميزان وسكت عن الترجمة المذكور فيها الحديث، بل وأضرب صفحا عن تعليله وذكر من أعل به حتى لا تراجع تلك الترجمة فيظهر تدليسه ويفتضح كذبه وتلبيسه.
السادسة: قال: كما في الميزان واللسان وغيرهما، وقد عرفنا أنه كذب على اللسان فلا ندري ما هو الغير الذي كذب عليه أيضًا، فكأنه يكيل الكلام جزافا
الصفحة 417
566