كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

على أن الحديث اختلف فيه على أبي هريرة لا على عاصم الأحول وحده، فقد روى من وجه آخر عنه مرفوعًا وموقوفًا أيضًا، قال ابن شاهين في الترغيب:
ثنا عبد اللَّه بن عبد الصمد الهاشمي ثنا محمد بن عمرو بن خالد حدثني أبي ثنا خديج بن معاوية الجعفي ثنا كنانة وهو مولى صفية عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أبخل الناس من بخل بالسلام والمغبون من لم يرده، وإن صحبك أخوك في سفر فحالت بينكما شجرة فإن استطعت أن تسبقه بالسلام فافعل".
ورواه البخاري في الأدب المفرد من هذا الوجه موقوفًا، قال البخاري [رقم 1015]:
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير قال: حدثنا كنانة مولى صفية عن أبي هريرة قال: "أبخل الناس من بخل بالسلام. . ."، وذكر مثله.
وله طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، قال ابن شاهين في الترغيب:
حدثنا ابن صاعد ثنا محمد بن عبد الرحمن المقريء ثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عطاء بن عجلان ثنا أبو نضرة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء، يا أيها الناس بالغوا في الدعاء، وإذا دعوتم فادعوا بالنصح منكم، فإن أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء".
هكذا وقع الحديث في الأصل وكأن فيه حذفًا واللَّه أعلم.
وبه وبما قبله يرد على الطبراني في قوله: إنه لا يروي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا من الطريق الذي ذكره، أما إسماعيل بن زكريا فقد وافقه على وقفه عن عاصم علي بن مسهر، قال البخاري في الأدب المفرد [رقم 1042]:
حدثنا إسماعيل بن أبان ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال: "أبخل الناس الذي يبخل بالسلام وإن أعجز الناس. . ." الحديث.

الصفحة 432