كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر، ورواه عنه أيضًا الطبراني وعبد اللَّه بن أحمد، ومن طريقهما أورده الديلمي مصرحًا، فكان عزوه إليهما لكونهما الأصل أولى، ثم إن يوسف بن عطية الصفار ضعفه أبو زرعة والدارقطني، وهارون بن كثير مجهول، ولهذا قال السخاوي: سنده ضعيف، قال: وقوله: ابن أسلم تحريف والصواب: سالم، والثلاثة مجهولون، ولهذا قال أبو حاتم: هذا باطل اهـ.
قلت: اسمع ما قال السخاوي [110/ 216]: رواه الطبراني ومن طريقه الديلمي من جهة يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر وسنده ضعيف، وقوله: ابن أسلم تحريف والصواب: سالم، وحينئذ فالثلاثة مجهولون؛ لقول أبي حاتم عقب حديث هارون عن زيد بن سالم عن أبيه عن أبي أمامة: هذا باطل لا أعرف من الإسناد سوى أبي أمامة اهـ. ويوسف أيضًا ضعيف اهـ. كلام السخاوي، فالحديث الذي قال عنه أبو حاتم: باطل هو حديث أبي أمامة لا حديث الباب، وإنما ذكره السخاوي؛ ليستشهد به على أن الثلاثة مجهولون لأنهم وقعوا أيضًا في حديث أبي أمامة فقال ذلك عنهم أبو حاتم.
وحديث أبي أمامة الذي قال فيه ذلك أبو حاتم هو ما رواه هارون بن كثير عن زيد عن أبيه عن أبي أمامة مرفوعًا: "خياركم شبابكم وشراركم شيوخكم" قالوا: ما تفسير هذا؟ "قال: إذا رأيتم الشباب يأخذ برأي الشيخ العابد المسلم في تقصيره ومسيره فذلك خياركم، وإذا رأيتم الشيخ سحب ثيابه فذلك شراركم" قال أبو حاتم [رقم: 1180]:
هذا باطل لا أعرف من الإسناد سوى أبي أمامة انتهى.
فانظر وتعجب، ثم إن البلاء صادف محله فالحديث موضوع بلا شك والمصنف ملام على إيراده، وكذلك السخاوي في اقتصاره على الحكم بضعفه.

الصفحة 435