كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

وأخرجه أيضًا الضياء المقدسي من هذا الوجه، فهذا لفظ يدخل في حرف اللام ألف فهذا عذر المصنف، ولكن الشارح لا عذر له في قوله في الصغير عقب عزو المصنف له إلى الطبراني: رجاله رجال الصحيح، مع إقراره في الكبير بأن رجال الطبراني ليسوا كذلك.

1024/ 2225 - "إِنَّ أُنَاسًا مِن أُمَّتِي يَسْتَفْقهُونَ في الدِّينِ وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ، ويقُولُون: نَأْتِي الأُمَرَاءَ فَنُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُم، وَنَعْتَزِلُهُم بِدِيننَا، ولا يَكون ذَلِك، كما لَا يُجْتَنَى مِن القَتَادِ إِلَّا الشُّوكُ، كذَلِك لَا يُجْتَنَى مِنْ قُربِهِم إِلَّا الخَطَايَا".
(هـ) عن ابن عباس
قلت: سكت عنه الشارح فلم يتكلم على سنده ولا ذكر من خرجه غير ابن ماجه وهو منه قصور، فإن الحديث من رواية عبيد اللَّه بن أبي بردة عن ابن عباس، وعبيد اللَّه المذكور لا يعرف، لكن رواه الطبراني والضياء المقدسي في المختارة من الوجه الذي أخرجه منه ابن ماجه -أعني: من رواية يحيى بن عبد الرحمن الكندي- فقال: عن عبيد اللَّه بن المغيرة أبي بردة، قال الحافظ: ومقتضى هذا أن يكون عبيد اللَّه ثقة عند الضياء.
قلت: وأخرجه الدولابي في الكنى وصرح باسم والده أيضًا وزاد أن كنيته أبو المغيرة فقال:
حدثني محمد بن عبد اللَّه بن مخلد ومحمد بن سفيان وأخبرني أحمد بن شعيب قالوا: حدثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن أبي المغيرة عبيد اللَّه بن المغيرة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أناسًا من أمتي سيقرءون القرآن ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم الملوك فأصبتم من دنياهم واعتزلتموهم بدينكم، ألا ولا يكون ذلك".

الصفحة 457