كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

المؤمنين وكان من أهل الدين والأدب عن الرشيد عن المهدي عن أبيه عن محمد ابن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: "بلغ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الزبير إمساك فأخذ بعمامته فجذبها إليه وقال: يا ابن العوام أنا رسول اللَّه إليك وإلى الخاص والعام، يقول اللَّه عز وجل: أنفِقْ أنفِقُ عليك، ولا ترد فيشتد عليك الطلب، إن في هذه السماء بابًا مفتوحًا ينزل منه رزق كل امرئ بقدر نفقته أو صدقته ونيته، فمن قلل قلل له ومن كثر كثر عليه، فكان الزبير بعد ذلك يعطي يمينًا وشمالًا". وأما حديث أنس فقال الدارقطني:
حدثنا عبيد اللَّه بن عبد الصمد ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم ثنا هارون بن عبد اللَّه الزهري عن الواقدي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا زبير، مفاتيح الرزق بإزاء العرش ينزل اللَّه للعباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم، فمن كَثَّر كُثِّر له ومن قَلَّل قُلِّلَ له".
هكذا رواه الديلمي في مسند الفردوس من طريق الدارقطني به، ولعله في الأفراد أو العلل.
ورواه الخطيب فيمن حدث ونسى وفي التاريخ مطولًا وفيه قصة، قال الخطيب:
أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزار ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر ثنا هارون بن عبد اللَّه الزهري وكان قاضي مصر قال: كتب الواقدي رقعة إلى المأمون يذكر فيها غلبة الدين وغمه بذلك، فوقع المأمون على ظهرها: فيك خلتان: السخاء والحياء، وإما السخاء فهو الذي أطلق ما ملكت، وأما الحياء فهو الذي منعك من اطلاعنا على ما أنت عليه، وقد أمرنا بكذا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في بسط يدك فإن خزائن اللَّه مفتوحة، وأنت كنت حدثتني وأنت على قضاء الرشيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن

الصفحة 471