كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

1098/ 2414 - "إِنَّ لكل شيء أنَفَةً، وإنَّ أنَفَةَ الصَّلاة التكبيَرة الأولى فَحَافِظُوا عَلَيْها".
(ش. طب) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: قال الحافظ ابن حجر: في إسناده مجهول، وقال الهيثمي: هو موقوف وفيه رجل لم بسم.
قلت: ما قال الهيثمي ذلك، ولكن الشارح قليل الأمانة في النقل، بل قال: رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه موقوفًا، وفيه رجل لم يسم اهـ.
فحكى أن البزار رواه مرفوعًا، والطبراني رواه موقوفًا بنحو رواية البزار التي ساق هو متنها، ثم ذلك إما لكونه لم يقف على الرواية المرفوعة في الطبراني أو وقع في أصله كذلك، وإلا فالحديث مرفوع عنده أيضًا، وإني أتعجب من قول الهيثمي: فيه رجل لم يسم، مع أنه ذكره مسمى، فقال ما نصه: وعن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن لكل شيء أنفة، وإن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى فحافظوا عليها"، قال أبو عبد اللَّه: فحدثت به رجاء بن حيوة، فقال: حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم قال: رواه البزار. . . إلخ ما سبق عنه.
وهذا يرفع وجود المبهم، ويرفع تأثيره في الحديث فلا يحتاج على تنصيص عليه؛ لأنه يوهم أن الحديث من أصله فيه راو لم يسم وليس كذلك، وبيانه أن ابن أبي شيبة قال:
ثنا أبو أسامة عن أبي فروة يزيد بن سنان ثنا أبو عبيد الحاجب قال: سمعت شيخًا في المسجد الحرام يقول: قال أبو الدرداء: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:. . . فذكره.
قال أبو عبيد: فحدثت به رجاء بن حيوة، فقال: حدثتنيه أم الدرداء عن أبي الدرداء به، فصار الحديث لا إبهام فيه أصلًا، لأن المبهم ألغى بوجود حيوة بن

الصفحة 525