كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

عن ابن عباس وهو طريق الطبراني، وقال الذهبي: رواه الحاكم من طريقين، أحدهما: هذا وهشام متروك، والآخر: فيه محمد بن معاوية النيسابوري كذبه الدارقطني وغيره قال: فبطل الحديث اهـ. وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك جدًا اهـ.
نعم ورد في الباب حديث جيد حسن وهو ما رواه الطبراني أيضًا عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه مرفوعًا: "إن لكل شيء سيدا وإن سيد المجالس قبالة القبلة"، قال الهيثمي والمنذري وغيرهما: إسناده حسن اهـ. فاعجب للمصنف حيث آثر ما جزموا بوضعه على ما جزموا بحسنه.
قلت: هذا الحديث قطعة من حديث طويل رواه جماعة مطولًا واقتصر جماعة على ذكر جمل منه، وهو بجملته أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وأبو داود في السنن [2/ 78/ رقم 1485] وأَحمد بن منيع في المسند، وابن أبي الدنيا، وابن حبان في الضعفاء، والطبراني [10/ 389 و 19/ 389]، والحاكم [4/ 270]، وأبو نعيم في الحلية، وفي تاريخ أَصبهان، والقضاعي في مسند الشهاب، وآخرون من طرق متعددة كلها ترجع إلى أبي المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس به.
ورواه الحاكم أيضًا من رواية محمد بن معاوية عن مصادف بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي به، قال الحاكم: هذا حديث قد اتفق هشام بن زياد النضري ومصادق بن زياد المديني على روايته عن محمد بن كعب، ولم أستجز إخلاء هذا الموضوع منه، فقد جمع آدابًا كثيرة، وتعقبه الذهبي بما نقله عنه الشارح، وهو غلو من الذهبي وإسراف نشأ عن عدم اطلاعه على بقية طرق الحديث ومن تابع المذكورين عليه، وذلك مما يبرئ ساحتهما منه، ويدفع دعوى بطلانه، فقد رواه عن محمد بن كعب القرظي أيضًا عيسى بن ميمون، والقاسم بن عروة، وزيد العمى.
أما رواية عيسى بن ميمون فذكرها أبو نعيم في الحلية [2/ 175]:

الصفحة 528