كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

وأما رواية القاسم بن عروة فرواها أبو عثمان الصابوني في العقيدة.
وأما رواية زيد العمى فرواها ابن أبي الدنيا في كتاب التوكل.
وقد ذكرت أسانيد هذه الطرق ومتونها في مستخرجي على مسند الشهاب بما يطول نقله هنا، وبمجموع ذلك يندفع ما قاله ابن حبان والذهبى من بطلان الحديث، ولا سيما وقد خرجه أبو داود في سننه، وهو لا يخرج فيها الموضوع، فإنه أخرج منه قطعة في كتاب الدعاء أواخر الصلاة فقال [2/ 78، رقم 1485]:
حدثنا عبد اللَّه بن مسلمة ثنا عبد الملك بن محمد بن أيمن عن عبد اللَّه بن يعقوب بن إسحاق عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعًا: "لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه كمن نظر في النار، سلوا اللَّه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فهذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم"، قال أبو داود: روى هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضًا اهـ مما أخرجه أبو داود وهو قطعة منه.
وقد صرح بأن له طرقا واهية، وأن هذا ضعيف، ومجموعها يحدث قوة، فأين جزمهم بوضعه كما يقول الشارح؟ أما جزم ابن حبان والذهبي فليس هو حجة على المصنف؛ لأنه مجتهد له رأيه ونظره في الأسانيد، وقد أوضحنا خطأ الذهبي فيما قال، والحمد للَّه.

1103/ 2426 - "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، ولكلِّ شِرَّةٍ فتْرةً، فَمَنْ كَانَتْ فتْرَتُهُ إِلى سُنَّتِي فقد اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ إلى غَيْرِ ذلك فَقَدْ هَلَكَ".
(هب) عن ابن عمر
قال الشارح: بإسناد صحسِح.
قلت: نقل ذلك في الكبير عن الحافظ الهيثمي وهو كذلك، لكن اختلف فيه

الصفحة 529