كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 2)

يذكر الأشجعي.
قلت: في هذا أمران: الأول: أن ما استظهره من أحد احتمالي الحافظ وأن صحابي الحديث سقط هو استظهار باطل خطأ بل الواقع خلافه، فإن صحابي الحديث لم يسقط وإنما الرواة اختلفوا في نسبة أبي مالك فبعضهم يقول: الأشعري، وبعضهم يقرل: الأشجعي، فرواه أحمد عن عبد الملك بن عمرو: ثنا زهير بن محمد عن عبد اللَّه بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشجعي به، وترجم عليه: حديث أبي مالك الأشجعي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وذكر في موضع آخر ترجمة حديث أبي عامر الأشعري، ثم أخرجه بهذا السند عينه وقال: عن أبي مالك الأشجعي ثم ترجم في موضع آخر لأبي مالك الأشعري، ثم رواه بهذا الإسناد عينه فقال: عن أبي مالك الأشعري، ثم بعد ذلك قال: حدثنا وكيع عن شريك عن عبيد اللَّه بن محمد بن عقيل عن عطاء ابن يسار عن أبي مالك الأشعري به، ثم قال: حدثنا أسود بن عامر عن شريك قال الأشعري، ثم قال: حدثنا أسود عن شريك ثنا يحيى بن أبي كثير وأبو النضر قالا: الأشجعي، أو قال: الأشعري.
قال عبد اللَّه بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثت عن الفضل ابن العباس الوافقي -يعنى الأنصاري- عن قرة بن خالد ثنا بديل ثنا شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال: قال أبو مالك الأشعري: ألا أحدثكم بصلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: وسلم عن يمينه وعن شماله ثم قال: وهذه صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ثم قال أحمد: حدثنا زكريا بن عدى أنا عبيد اللَّه -يعنى ابن عمرو- فذكر الحديث، إلا أنه قال: الأشجعي، فأشار أحمد إلى أن الرواة يختلفون في نسبته، فمنهم من يقول: الأشعري، ومنهم من يقول: الأشجعي، كما أنهم اختلفوا في اسمه اختلافا كثيرًا وفي الفرق بينه وبين راو آخر يسمى أبي مالك

الصفحة 8