كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

قيل: وكل موضعٍ ورد في القرآن بلفظ "وما أدراك" فإنه وقع بعده بيانه نحو:} وما أدراك ماهيه، نار حاميةٍ {[القارعة: 10 - 11]. وكل موضع لفظ فيه "وما يدريك" لم يعقبه بذلك نحو:} وما يدريك لعل الساعة قريب {[الشورى: 17].

فصل الدال والسين
د س ر:
قوله تعالى:} وحملناه على ذات ألواحٍ وسرٍ {[القمر: 13]؛ قيل: الدسر: المسامير، الواحد دسار. وقال الراغب: دسر، يقال: دسرت الشيء أي دفعته. وأصل الدسر: الدفع الشديد. ودسرت المسمار من ذلك. وقال عمرو بن أحمر: [من الرجز]
491 - ضربا هذا ذيك وطعنًا مدسرا
وفي حديث عمر رضي الله عنه: "فيدسر كما يدسر الجزور". وسئل ابن عباسٍ عن زكاة العنبر فقال: "شيء دسره البحر". وسأل الحجاج سنانًا - لعنه الله - قاتل الحسين رضي الله عنه وأرضاه: "أنت قتلت الحسين؟ قال: نعم هبرته بالسيف هبرًا ودسرته بالرمح دسرًا" قيل: دفعته دفعًا عنيفًا، وقيل: سمرته به كما يسمر بالدسار.
وقال الحسن: الدسر: صدر السفينة لأنها تدسر الماء أي تدفعه بصدرها. وقيل: هي أضلاعها. وقيل: شرطها التي تشد بها كما تشد بالمسامير. وقيل: أصلها وطرفاها.
وقال الهروي: قيل: هي خرز السفينة، وقيل هي السفن أنفسها وليس بظاهرٍ.

الصفحة 12