كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

فصل الشين والراء
[ش ر ب]
قوله تعالى: {فشربوا منه} [البقرة: 249] الشرب: تناول كل مائع بالفم من ماءٍ وغيره، قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل} [البقرة: 93] أي تمكن حبه من قلوبهم تمكنًا بمنزلة من شرب ماء فدخل جوفه قوله تعالى: {فشاربون شرب الهيم} [الواقعة: 55] قرئ بالضم والفتح على أنهما مصدران لشربٍ وفيه لغة ثالثة «شرب» بالكسر. يقال: شربت الماء شربًا وشربا {والمعروف أن المضموم مصدر والمفتوح جمع شاربٍ كقول النابغة الذبياني: [من البسيط]
788 - كأنه خارجًا من جنب صفحته ... سفود شربٍ نسوه عند مفتأد
والمكسور: الحظ والنصيب؛ ومنه: {هذه ناقلة لها شرب ولكم شرب يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 155] والشراب: ما يشرب قوله تعالى: {قد علم كل أناسٍ مشربهم} [البقرة: 60] الظاهر أنه مكان الشراب، ويضعف كونه زمانًا أو مصدرًا وجمعه مشارب. قال تعالى: {ولهم فيها منافع ومشارب} [يس: 73] فهذا جمع مشرب، المراد به المصدر.
والشارب: الشعر الذي على الشفة العليا، وهو أيضًا عرق في باطن الحلق؛ سمي بذلك تصورًا بصورة فاعل الشراب. وقوله: {وأشربوا في قلوبهم العجل} [أي تمكن حبه من قلوبهم تمكنًا بمنزلة من شرب ماءً فوصل إليه وخالطه وقيل: هو على حذف مضافٍ أي حب العجل. وأنشد للنابغة الجعدي: [من المتقارب]
789 - فكيف تواصل من أصبحت ... خلالته كأبي مرحب؟
أي كخلالة ابن مرحب.
وقال ابن عرفة: يقال: أشرب قلبه محبة كذا، أي حل محل الشراب وقيل: هو من

الصفحة 257