كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

قولهم: أشربت البعير أي شددت في عنقه حبلًا وأنشد: [من الوافر]
790 - تغلغل حيث لم يبلغ شراب ... ولا حزن، ولم يبلغ سرور
ولو قيل: حب العجل، لم يكن في بلاغة ما أنزل الله تعالى فإن في ذكر العجل تنبيهًا أنهم لفرط شغفهم به صارت صورة العجل في قلوبهم لا تنمحي وفي المثل: «أشربتني ما لم أشرب» أي ادعيت علي ما لم أفعل.
ش ر ح:
قوله تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام} [الزمر: 22] أي بسط ووسع وهو عكس من قال فيه: {يجعل صدره ضيقًا حرجًا} [الأنعام: 125] وأصل الشرح: البسط والتوسعة. ومنه شرح الكلام لإيضاحه، وشرح اللحم لبسطه، وشرح الله صدور عباده، إنما هو بما يلقي فيها من أنوار الهداية ووفور النظر وشرح فلان جاريته، أي وطئها على قفاها وفي حديث ابن عباسٍ: «وكان هذا الحي من قريشٍ يشرحون النساء شرحًا» أي يبسطونهن وقت الجماع.
ش ر د:
قوله تعالى: {فشرد بهم من خلفهم} [الأنفال: 57] أي اطرد من خلفهم طردًا بليغًا، وذلك إذا فعلت بهؤلاء فعلًا ينزجر به من رآهم فيشردون ويهربون كل مهرب؛ أي هم سبب في تشريد غيرهم ومنه نكلت بفلانٍ، أي منعت غيره بسبب، أي بسبب فعلي به فعلًا يردع غيره ومنه، شرد البعير، وشردته وأنا وقيل: شرد بهم. أي أسمع بهم وقيل: هي لغة قرشية قال شاعرهم: [من الوافر]
791 - أطوف في الأباطح كل يومٍ ... مخافة أن يشرد بي حكيم

الصفحة 258