كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} [الأحزاب: 33]
وشارعة الطريق: ما استقام منها، والجمع شوارع ومنه: أشرعت الريح قلعه وشرعته فهو مشرع ومشروع وشرعت السفينة: جعلت لها شراعًا، أي قلعًا لأنه يتقدمها ويمر بها في طريقها والشروع في الشيء: الأخذ فيه والدخول. ومنه قول النحاة: أفعال الشروع نحو: طفق، وجعل. ومنه: هم في هذا شرع واحد، أي سواء، كأنهم شرعوا فيه دفعةً وقولهم: شرعك من رجلٍ زيد، كقولك: حسبك، أي هو الذي يشرع في أمرك.
والشرع بالكسر: خص بما يشرع من الأوتار على العود وقيل: سميت الملة شريعةً وشرعةً لظهورها ومنه: {شرع لكم من الدين} [الشورى: 13] أي أظهر وقال ابن عرفة: الشرعة والشريعة: ما ظهر واستقام من المذاهب وقوله: {إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعًا} [الأعراف: 163] وهو جمع شارعٍ، أي بادية خراطيمها لكل أحدٍ، وذلك أن الله تعالى ابتلى اليهود بتحريم الصيد يوم السبت وبإلهام السمكة بذلك، فكانت تظهر إلى أن يكاد الإنسان يقبضها، فإذا كان يوم الأحد فما بعده ذهبت حتى أعدوا حياضًا شارعة إلى البحر بجداول. وكانت الحيتان تدخل الجداول يوم السبت، فيصيدونها يوم السبت، فذلك اعتداؤهم في السبت، فمن ثم مسخوا قردةً وخنازير وقال الليث: حيتان شرع، رافعةً رؤوسها، كأنه أخذه من شراع السفينة وفي حديث علي رضي الله عنه «أن قومًا سافر معهم رجل ففقد، فاتهمهم أهله بقتله فأتوا شريحًا فطلب أهل القتيل بالبينة فعجزوا فطلب أيمان المتهمين فبلغت عليًا رضي الله عنه فأنشد: [من الرجز]
796 - أوردها سعد وسعد مشتمل ... يا سعد لا ترد [إلى] دار الإبل
ثم قال: «إن أهون [السقي] التشريع» ففرق أولئك النفر فاعترفوا بقتله فقتلهم به يريد رضي الله عنه أن شريحًا أخذ بالأهون ولم يستبرئ. كما أن التشريع، وهو إيراد الإبل الشريعة، أمر هين لا يحتاج أصحاب الإبل إلى نزع دلاءٍ ولا حوضٍ فجعل ذلك مثلًا

الصفحة 263