كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

ش ط ط:
قوله تعالى: {شططًا} [الكهف: 14] أي بعيدًا من الصواب في القول يقال: شطت دارنا، أي بعدت. وقيل: الشطط: الإفراط في البعد فكل شططٍ بعد من غير عكسٍ ثم عبر بالشطط عن الجور والعدول عن الصواب في القول والحكم ومنه: {لقد قلنا إذًا شططًا} [الكهف: 14] {وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططًا} [الجن: 4] ومنه: شط النهر لأنه يبعد عن الماء قوله: {ولا تشطط} [ص: 22] أي لا تبعد عن الحق ولا تجر. يقال: شط، وأشط، واشتط. وشط يكون لازمًا نحو: شطت الدار، تشط وتشط، ومتعديًا ومنه قول تميمٍ الداري:
«إنك لشاطي».
والشطة: بعد المسافة.
ش ط ن:
قوله تعالى: {فاستعذ بالله من الشيطان} [النحل: 98] الصحيح أنه مشتق من شطن يشطن: إذا بعد. ومنه قول النابغة: [من الخفيف]
801 - أيما شاطنٍ عصاه عكاه ... ثم يلقى في السجن والأكبال
وقال آخر: [من الوافر]
802 - نأت بسعاد عنك نوى شطون ... فبانت والفؤاد بها رهين
وقالوا: تشيطن، أي فعل فعل الشياطين؛ فنونه أصلية وألفه مزيدة هذا قول الحذاق، وقد أوضحنا ذلك في غير هذا، وذلك لأنه بعد من رحمة الله تعالى لمخاصمة أمره وقيل: مشتق من شاط يشيط: إذا هاج واحترق ولا شك أن المعنيين موجودان فيه،

الصفحة 270