كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

فقال الصاحب لذلك الشعوبي: كيف رأيت؟ فقال: لو سمعت بمثل هذا ما حذقت فقال له الصاحب: جائزتك جوارك، إن رأيتك في ملكي بعدها ضربت عنقك فشكر الله لابن عبادٍ هذا الصنيع، فإنه للإحسان غير مضيع.
وقيل: الشعب: القبيلة المتشعبة من حي واحدٍ. والشعب- بالكسر- من الوادي: ما اجتمع منه طرف وتفرق منه طرف. فإذا نظرت إليه من الجانب الذي يتفرق أخذت في وهمك واحدًا، وإذا نظرت إليه من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا فلذلك قيل: شعبت الشيء: جمعته، وشعبته: فرقته؛ فهو من الأضداد عند بعضهم وليس كذلك لما ذكرنا من القدر المشترك.
وشعيب إذا لم يكن اسمًا للنبي المعروف صلى الله عليه وسلم فهو تصغير شعبٍ أو شعبٍ. وشعب الذي هو مصدر لشعبت الشيء. والشعيب: المزادة الخلقة المتشعبة. وقال شمر: الشعبة من كل شيء: القطعة والطائفة. وفي الحديث: «إذا جلس بين شعبها الأربع» قيل: هما اليدان والرجلان. وقيل: رجليها وشفريها. وفي حديث مسروقٍ: «أن رجلًا من الشعوب أسلم، فكانت تؤخذ منه الجزية» قال أبو عبيد: الشعوب هنا: العجم، وفي غيره جمع الشعب، وهو أكبر من القبيلة. وقال بعضهم لابن عباسٍ: ما هذه الفتيا التي شعبت الناس؟ - أي فرقتهم- فأنشد قول الشاعر: [من الكامل]
806 - وإذا رأيت المرء يشعب أمره ... شعب العصا ويلج في الصعيان
وأم المؤمنين عائشة، لما وصفت أباها الصديق رضي الله عنهما: قالت: «ويرأب شعب الأمة» أي يلائم بين كلمتها إذا تفرقت والمشعب: الطريقة والمذهب: قال الشاعر: [من الطويل]
807 - ومالي إلا آل أحمد شيعة ... ومالي إلا مشعب الحق مشعب

الصفحة 273