كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

قوله: {يدبر الأمر ما من شفيعٍ إلا من بعد إذنه} [يونس: 3] أي يدبر الأمر وحده لا ثاني له في فصل الأمر إلا أن يأذن للمدبرات من الملائكة فيفعلون ما يفعلونه بعد إذنه قوله: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 48] قال ابن عرفة: أي ليس لها شافع فتنفعها شفاعته. وإنما نفى الله في هذه المواضع الشافع لا الشفاعة، ألا تراه سبحانه وتعالى يقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28]. وفي الحديث: «فأتاه بشاةٍ شافعٍ» أي معها ولدها، لأن كلامنهما يشفع للآخر. وقال الفراء: هي التي في بطنها ولد يتبعها آخر. وفي الحديث: «من حافظ على شفعة الضحى» أي ركعتيه. قال القتيبي: الشفع: الزوج، ولم أسمع به مؤنثًا إلا هنا.
والشفعة في الملك: أخذ أحد الشركاء نصيب الآخر ليضمه إلى نصيبه. وفي الحديث: «الشفعة على الرؤوس» أي تكون بين الشركاء على قدر رؤوسهم لا قدر سهامهم. وفيه أيضًا. «إذا وقعت الحدود فلا شفعة». واستشفعت بفلانٍ على فلانٍ، فتشفع لي إليه. وشفعه: أجاب شفاعته.
ش ف ق:
قوله تعالى: {فلا أقسم بالشفق} [الإنشقاق: 16]. الشفق: اختلاط ضوء النهار بظلام الليل عند غروب الشمس. وهما شفقان: الأحمر والأبيض، والأحمر قبل الأبيض، وبضيائه يدخل وقت عشاء الآخرة. وفي الحديث: «صلى حين غاب الشفق». وقيل: الشفق: الحمرة التي في الغروب عند غيبوبة الشمس، وهي النداء، قوله: {في أهلنا مشفقين} [الطور: 26] وقوله: {مشفقون منها} [الشورى: 18]. الإنشقاق: الخوف. وقال بعضهم: الإشفاق: عناية مختلطة بخوفٍ لأن المشفق يحب المشفق

الصفحة 279