كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

عليه، ويخاف ما يلحقه. فإذا عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر، وإذا عدي بعلى فمعنى العناية فيه أظهر.
ش ف و:
قوله تعالى: {على شفا جرفٍ هارٍ} [التوبة: 109]. الشفا من الشيء: طرفه. ومنه: شفا البئر، وشفا النهر، أي طرفهما، ومنه قوله تعالى: {وكنتم على شفا حفرةٍ} [آل عمران: 103]. وتثنيته شفوان، فتكتب بالألف ولا تمال. والجمع شفاء.
وأشفى على كذا، أي أشرف عليه. ونقل الهروي: شفا على كذا، ثلاثيًا. ونقل عن القتيبي أنه لا يقال: أشفى، إلا في الشر. وفي الحديث: «فأشفوا على المرج» أي أشرفوا عليه. وفي آخر: «وقد أشفى على الموت». ويقال: أشفى على كذا وأشأف عليه، وأظنه مقلوبًا منه لقلته وكثرة أشفى.

فصل الشين والقاف
ش ق ق:
قوله تعالى: {وإن خفتم شقاق بينهما} [النساء: 35] أي خلاف بينهما. وأصل الشقاق: العداوة والمخاصمة، لأن كل واحدٍ يكون شقًا أي ناحيةً غير شق الآخر. ومنه قوله تعالى: {في عزةٍ وشقاقٍ} [ص: 2] أي خلافٍ. والمعنى: صاروا في جانبٍ وشقٍّ أخر غير شق أمر الله ونهيه. وقيل: هو مأخوذ من شق العصا بينك وبينه، وذلك أنهم كانوا إذا تقاطعوا شقوا عصًا نصفين؛ فأخذ كل واحدٍ شقا. ويقولون: لا نلتئم حتى تلتئم هذه العصا. فسميت كل عداوة شقاقًا باعتبار هذا الأصل.
قوله: {شاقوا الله ورسوله} [الأنفال: 13] أي صاروا في جانبٍ وناحيةٍ غير ناحية الله ورسوله، على معنى غير ناحية أمرهما ونهيهما. وأصل ذلك من الشق، وهو الخرق الواسع في الشيء. قوله: {وانشق القمر} [القمر: 1] المشهور أنه وجد ذلك

الصفحة 280