كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

له في الهيئة وتعاطي الفعل؛ وذلك أن المشاكلة في الهيئة والصورة والقد في الجنسية والشبه والمثل في الكيفية، ويقال في الكمية. والشكل- بالكسر- قيل: هو الدليل، وهو في الحقيقة الأنس بين المتماثلين في الطريقة. ومن هذا قيل: الناس أشكال وألاف وأصل المشاكلة من الشكل، أي تقييد الدابة- كما تقدم تحقيقه. وقال قتادة: «على شاكتله» أي على جانبه وعلى ما ينوي. وقال ابن عرفة: على شاكلته: على خليقته ومذهبه. ويقال: ليس هذا من شكلي، أي من مذهبي. وكلها أقوال متقاربة. وفي صفته عليه الصلاة والسلام: «أشكل العينين». قال الهروي سمعت أبا بكرٍ أحمد بن إبراهيم بن مالكٍ الداري- وكتبه لي بخطه- قال: «سألت ثعلبًا عن الحديث فقال: كذا كانت عيناه، كان في عينيه سحرة» يقال: في عينيه سحرة: إذا كان فيه بياض وحمرة. وقال غيره: يقال: أشكل: إذا خالطه الدم. وقال أبو عبيدٍ: الشهلة: الحمرة في سواد العين، والشكلة: الحمرة في بياضها، وهو محمود، وأنشد قول الشاعر: [من الطويل]
817 - ولا عيب فيها غير شكلة عينها ... كذاك عتاق الخيل شكل عيونها
وفي مقتل عمر: «فخرج لهم النبيذ مشكلا» أي مختلطًا من جراحه. ومن ثم استعير: أشكل الأمر، أي اختلط. وفي الحديث: «أنه كره الشكال في الخيل» قيل: هو أن يكون تحجيله بإحدى يديه وإحدى رجليه- كما تقدم- وقال أبو عبيدةٍ: هو أن يكون ثلاث قوائمه محجلةً وواحدة مطلقةً؛ أخذ من الشكال الذي يشكل به الخيل؛ شبهه به. قال: لأن الشكال إنما يكون في ثلاث قوائم. كذا قاله، وفيه نظر؛ إذ الشكال إنما هو في اثنتين كما قاله الراغب وغيره.
ش ك و:
قوله تعالى: {وتشتكي إلى الله} [المجادلة: 1] يقال: شكيت واشتكيت

الصفحة 287