كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

أي لم أكتمه من أمري شيئا. قوله تعالى: {كمشكاةٍ} [النور: 35] أدخلها الراغب في هذه المادة بناءً منه على زيادة ميمها. والظاهر أنه اسم أعجمي، عربته العرب؛ يقال إنها بالهندية: الكوة غير النافذة. وإذا وضع فيها المصباح كان أضوأ لاجتماع ضوئه فيها، لكونها غير نافذةٍ. ولم يكتف بذلك حتى جعله في زجاجةٍ موصوفةٍ بما ذكر. وهو مثل قلب المؤمن.

فصل الشين والميم
ش م ت:
قوله تعالى: {فلا تشمت بي الأعداء} [الأعراف: 150]. الشماتة: إظهار الفرح ببليةٍ تصيب من يعاديك وتعاديه. قال الشاعر: [من الكامل]
821 - أشمت بي الأعداء حين هجرتني ... والموت دون شماتة الأعداء
وقيل في قوله تعالى {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} [البقرة: 286] هو شماتة الأعداء. ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «ولا تطع في عدوًا شامتًا» أي لا تفعل في ما يحب. يقال: شمت به يشمت فهو شامت. والتشميت: الدعاء للعاطس، كأنه دعاء له بإزالة الشماتة، فهو كالتمريض والتقذية في إزالة المرض والقذى. قيل: وأصله من الشوامت، وهي القوائم قال النابغة الذبياني: [من البسيط]
822 - طوع الشوامت
والمعنى أن قوائم الفرس تنقلب فشلًا وكسلًا وعدوًا ووقوفًا. فالشماتة كذلك لأنها

الصفحة 289