كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

تقلب قلب الحاسد في حالتيه: فرحه وحزنه. ونقل في تشميت العاطس الإعجام والإهمال؛ فبالشين على ما قدمته من الدعاء بإزالة ما يصيبه من الشماتة. وقيل: دعاء له بتثبيت شوامته، وهي قوائمه لما يحصل له من الانزعاج. وبالمهملة معناه الدعاء له بعوده إلى سمته، أي إلى حالته الأولى، وقصده الأول. قال أبو عبيدٍ: شمت العاطس وسمته: دعوت له، بالسين والشين. والشين يعني المعجمة أعلى اللغتين، وعكس ذلك أبو بكرٍ فقال: شمت فلانًا، وسمت عليه: إذا دعوت له بالخير. وكل داعٍ بخيرٍ مسمت ومشمت. قال ثعلب: الأصل فيهما السين من السمت، وهو القصد والهدي. وفي حديث فاطمة وعلي: «أنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما وشمت عليهما».
ش م خ:
قوله تعالى: {رواسي شامخاتٍ} [المرسلات: 27] أي عوالٍ مرتفعات. وفلان شمخ بأنفه. أي رفعه، يكنى بذلك عن التكبر نحو ثنى عطفه، وصعر خده، ولوى جيده. كل ذلك من أفعال المتكبرين. وأنشدني بعضهم في متكبر: [من السريع]
823 - مر بنا مرتفعًا أنفه ... من شدة العجب وإفراطه
أستغفر الله ظلمت الفتى ... أظنه من نتن آباطه
ش م ز:
قوله تعالى: {اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون} [الزمر: 45] الاشمئزاز: النفور. يقال: اشمأز فلان يشمئز اشمئزازًا فهو مشمئز، أي أنف واستنكف من ذلك الشيء. وروى أبو عبيدة عن أبي زيدٍ: اشمأزت: ذعرت. وظاهر كلام ابن الأعرابي وثعلبٍ أن الهمزة فيه مزيدة؛ فإنه نقل عنه أن الشمز نفور الشيء من الشيء يكرهه.
ش م س:
قوله تعالى: {والشمس تجري} [يس: 38] الشمس هو هذا الكوكب النهاري

الصفحة 290