كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

تشمل على العقل، كاشتمال الشملة. ومن قم قيل: خمر لمخامرته العقل، أو لتخمره إياه. والشملة: الناقة السريعة، مأخوذة من الريح الشمال، تشبيهًا بها في السرعة. وقول الشاعر: [من الكامل]
826 - ولتعرفن خلائقًا مشمولةً ... ولتندمن، ولات ساعة مندم
قيل: مشمولةً طيبةً، كأنما هبت عليها الشمال. وتجمع على شمالاتٍ، وهو شاذ. وأنشدوا: من [مجزوء الرمل]
827 - ربما أوفيت في علمٍ ... ترفعن ثوبي شمالات

فصل الشين والنون
ش ن أ:
قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 3]. الشانئ: المبغض. والأبتر: هو الذي لا عقب له. وكان كفار قريشٍ يقولون: إن محمدًا لا عقب له، فإذا مات انقطع ذكره. فرد الله تلك المقالة الشنعاء بأحسن كلام. ثم إنه جعل الخلق كلهم أولاده وأتباعه ومنسوبين إليه. وفي بعض القراءات: {وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] وهو أب لهم. ولا تنافي بين هذا وبين قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحدٍ} [الحزاب: 40] لأن المراد هنا الأبوة الحقيقية المتصورة بها الولادة. ويقال: شنأه يشنؤه شنأ وشنآنا، وله مصادر كثيرة بينتها في «الدر» وغيره. وقد قرئ: {شنآن قومٍ} [المائدة: 2] بفتح النون وسكونها، وهما مصدران. وقال بعضهم: من سكن أراد بغيض قومٍ، ومن ثقل

الصفحة 293