كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

الصلاة والسلام: «إن رأيت الشمس طالعةً على مثل هذا فاشهد» ثم اتسع في ذلك فجازت في مواضع بغلبة الظن. بيانها في كتب الفقه.
قوله تعالى: {أشهدوا خلقهم} [الزخرف: 19] أي بمشاهدة البصيرة، وقوله بعد ذلك: {ستكتب شهادتهم ويسألونك} تنبيه أن الشهادة تكون عن شهودٍ. قوله: {لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} [آل عمران: 70] أي تعلمون. قوله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض} [الكهف: 51] أي ما جعلتهم ممن اطلعوا ببصيرتهم على خلقها. قوله: {عالم الغيب والشهادة} أي ما يغيب عن حواس الناس وبصائرهم وما يشهدونه بها.
قوله تعالى: {وشاهدٍ ومشهودٍ} [البروج: 3] قال علي كرم الله وجهه: «الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة» وقيل: المشهود: يوم الجمعة. وقيل: يوم عرفة. وقيل: يوم القيامة. الشاهد: كل من يشهد. قوله: {وذلك يوم مشهود} [هود: 103] تنبيه أنه لابد من وقوعه. وقيل: لأنه يشهده أهل السماء والأرض. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم منصوصًا ما فسر به أمير المؤمنين: روى الهروي بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيد الأيام يوم الجمعة هو شاهد، ومشهود يوم عرفة». وقيل: الشاهد: نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويؤيده قوله تعالى: {إنا أرسلناك شاهدًا} [الأحزاب: 45] أي شاهدًا على أمتك بالإبلاغ ولمن آمن بالتصديق. وقيل: معناه: مبينًا فإن الشاهد بيان كما سيأتي.
قوله تعالى: {ويوم يقوم الأشهاد} [غافر: 51] يعني الملائكة. وقيل: الأنبياء

الصفحة 296