كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

"شيعًا" نفس الشيء المبلوس على الاستعارة، أي نجعل الفرق من غيركم شاملة لكم، فنسلطهم عليكم. ويرشحه: {ويذيق بعضكم بأس بعضٍ} [الأنعام: 65].
قوله: {وكانوا شيعًا} [الأنعام: 159] أي فرقًا يتابع بعضهم بعضًا. وشيعته، وشايعته: اتبعته. وبقول العرب: شاعكم السلام. أي تبعكم. وأشاعكم الله السلام، أي أتبعكموه. وفي الحديث: "نهى عن التضحية بالمشيعة" بكسر الياء، هي التي تشيع الغنم، أي تتبعها عجفًا وهزالاً. وتشييع الجنائز: اتباعها. والمشيع -بفتح الياء- الشجاع؛ كأنه لإقدامه مشيع للقبر. وفي الحديث أن مريم دعت على الجراد فقالت: "اللهم شيعه بلا شياعٍ" بالكسر. قال ابن الأعرابي: بلا زمارةٍ وراعٍ. قال الأزهري: الشياع: الرعاء بالإبل لتنساق. وأكثر ما يفعل الراعي ذلك بالزمارة، فأطلق الشياع عليها.
والشياع -بالفتح- الإشاعة، كأنه اسم مصدرٍ كالعطاء للإعطاء. والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه وآله.

الصفحة 312