كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

باب الصاد
فصل الصاد والباء
ص ب أ:
قوله تعالى: {والصابئين} [البقرة: 62]. قيل: هم كانوا على دين نوحٍ عليه السلام فخرجوا منه. وكل من خرج من دينٍ إلى آخر فقد صبأ، مأخوذ من صبأ ناب البعير: إذا خرج وطلع. وقيل: هم قوم عبدوا الملائكة. وقيل: عبدوا الكواكب. وقيل: هم نوع من النصارى، فخالفوهم في أصول دينهم، وقرأ العامة بالهمز، ونافع وحده بلا همز، فقيل: مخفف منه. وقيل: إنما قراءته من صبا يصبو: إذا مال. وهؤلاء قد مالوا إلى دينٍ غير دينهم. وروى أبو عبيدة عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما إنكارها وأنه كان يقول: ما الصابئون، إنما هي الصابيون. ولا ترد بمثل هذه الحكاية قراءة متواترة.
ص ب ب:
قوله تعالى: {أنا صببنا الماء صبًا} [عبس: 25]. الصب: السكب بسرعة وكثرةٍ. وقيل: الصب: إراقة المائعات من علو. يقال: صبه فانصب وتصبب. ومنه قولهم: تصبب زيد عرقًا. والصبيب: العرق، بمعنى مصبوبًا. وأنشد: [من الرجز]
852 - هواجر تجتلب الصبيبا
وقال أبو عمرو: والصبيب: الجليد. وأنشد لابن عباب: [من الطويل]
853 - ولا كلب إلا والج أنفه استه ... وليس بها إلا صبًا وصبيبها
قوله تعالى: {فصب عليهم ربك سوط عذابٍ} [الفجر: 13] من باب الاستعارة البليغة؛ جعل السوط مما يصب إيذانًا بسرعة لحاقه بمن يقع به، وأنه في نزوله عليه كنزول

الصفحة 313