كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

صد الجبل، وهو ما يحول بينك وبينه. ومنه الصديد: وهو ما حال بين اللحم والجلد من القيح، وعليه قوله تعالى: {ويسقى من ماءٍ صديدٍ} [إبراهيم: 16]. والصديد: قد يكون انصرافًا عن الشيء وامتناعًأ نحو قوله تعالى: {يصدون عنك صدودًا} [النساء: 16] وقد يكون صرفًا ومنعًا، نحو: {فصدهم عن السبيل} [النمل: 42] الصد: الإعراض. ومنه قوله تعالى: {إذا قومك منه يصدون} [الزخرف: 57] وقرئ بكسر الصاد أي يضجون؛ يقال: صد يصد أي ضج، وذلك أنه لما نزل قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} [الأنبياء: 98]. قال الزبعرى: خصمت محمدًا ورب الكعبة، قد عبد املسيح وعزيز فنحن نرضى أن يكون إلهنا معهما. فضج القوم ولغطوا حتى نزل قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} [الأنبياء: 101]. ويروى أنه عليه الصلاة والسلام قال له: "ما أجهلك بلغة قومك، لو أراد ذلك لقال: ومن تعبدون".
وصد: يكون متعديًا للثاني بنفسه وبحرف الجر؛ ومن الأول قوله تعالى: {وصدها ما كانت تعيد} [النمل: 43]. ومن الثاني قوله: {إنهم ليصدونهم عن السبيل} [الزخرف: 37]، قوله: {فأنت له تصدى} [عبس: 6] أي تتعرض. تصدى له: إذا تعرض. والصداد. بثلاث دالات، فأبدل آخرها ياء نحو تطبب، وقلل الشاعر: [من الوافر]
865 - من المتصديات بغير سوءٍ ... تسيل إذا مشت سيل الحباب
والأصل فيه الصدد وهو القرب والمؤاخرية. وكم ما قابلك فهو متصد ومتصدد.
ص د ر:
قوله تعالى: {حتى يصدر الرعاء} [القصص: 23] أي ترجع من سقيهم غنمهم. وصدر: إذا تعدى بعن اقتضى معنى الانصراف؛ تقول: صدرت الإبل عن الماء صدرًا.

الصفحة 323