كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

رسولهم وكتابهم، ومن جملته الصدقة. والمصدق أيضًا: الذي يأخذ الصدقات كالعامل، ولس مرادًا هنا.
ص د ي:
قوله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً} [الأنفال: 35]. التصدية: التصويت بتصفيقٍ وغيره. ومنه الصدى: وهو ما يسمعه المصوت في الأماكن الخالية ذوات الأجرام الصلبة كالعمران والكهوف في الجبال والبيوت المكلسة. وقيل: الصدى: صوت يرجع من مكان صقيلٍ. والتصدية: كل صوتٍ يجري مجرى الصدى في أن لا غناء فيه. فقوله تعالى: {إلا مكاء وتصدية} أي غناء ما يوردونه غناء الصدى، ومكاء الطير. والتصدي: أن يقابل الشيء مقابلة الصدى، أي الصوت الراجع من الجبل. وقد مر أن أصله صدد.
والصدي أيضًا ذكر [البوم والدماغ] أيضًا لكون الدماغ يتصور بصورة الصدى ولهذا سمي هامةً. وقولهم: أصم الله صداه: دعاء عليه بالخرس، لأن المعنى: لا جعل الله له صوتًا حتى لا يكون له صدى يرجع إليه بصوته. وقد يقال للعطش صدى. يقال: رجل صديان وامرأة صدياء وصديانة وصادية، وقد أنشدني شيخنا أثير الدين لبعضهم: [من الخفيف]
867 - لا تفه ما حييت إلا بخيرٍ ... ليكون الجواب وقفًا لديكا
قد سمعت الصدى وذاك جماد ... كل شيءٍ تقول رد عليكا
وفي حديث ابن عباس: "كان يصادى منه غربه" أي تدارى. والمصاداة والمدالاة والمداصاة والمراداة والمرافاة والمداملة، كله بمعنى واحدٍ. وقال الخبيث الحجاج لأنس بن مالكٍ رضي الله عنه: "أصم الله صداك"، قد مر تفسيره. وقيل: هو

الصفحة 329