كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

كناية عن الموت، لأنه إذا مات انقطع صوته.

فصل الصاد والراء
ص ر ح:
قوله تعالى: {إنه صرح ممرد} [النمل: 44]. الصرح في اللغة: القصر والبناء المشرف. ومنه قوله تعالى: {فاجعل لي صرحًا} [القصص: 38]. وصرحة الدار: ساحتها. وهو مأخوذ من الصراحة، لأنه خالص مما يشوبه؛ فإن الصرح في الأصل بيت عالٍ مزوق. ولبن صريح: بين الصراحة والصروحة، أي خالص والكذب الصراح: الخالص من الصدق والتصريح ضد الكناية لأنه إظهار المعنى. وفلان صريح النسب، أي خالصه. قيل: أن سليمان اتخذ صرحًا من زجاجٍ وجعل تحته ماء، فلما رأته بلقيس حسبته ماء من عرش فوقه. وفي الشعر الذي في حديث أم معبد: [من الطويل]
868 - دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلبت ... له بصريحٍ ضرة الشاة مزبد
يقال: لبن صريح، أي لم يمذق بماءٍ. وصرحٍ بالشيء: كشفه. وفي المثل: "عاد تعريضك تصريحًا" وجاء فلان صراحًا، أي جهارًا.
ص ر خ:
قوله تعالى: {فلا صريخ لهم} [يس: 43] أي لا مغيث يغيثهم. والصريخ يكون للمستغيث وللمغيث، وأنشد: [من الكامل]
869 - قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهره أو سافع
قوله تعالى: {ما أنا بمصرخكم} [إبراهيم: 22] أي ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي. قوله: {وهم يصطرخون فيها} [فاطر: 37] يستغيثون: يفتعلون من الصراخ، وهو التصويت بالاستغاثة. وفي حديث ابن عمر: "استصرخ على صفية استصراخ الحي على الميت"، وفي الحديث: "كان يقوم من الليل إذا سمع صوت الصارخ" قيل:

الصفحة 330