كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

لأنك تتولاهم، ومن توليته فلا سعادة له أعظم من ذلك. قوله: {وأصلحنا له زوجه} [الأنبياء: 90] أي خلقًا وخُلُقًا. وقيل: من العقر، ألا ترى قوله: {وكانت امرأتي عاقرًا} [مريم: 5]. قوله: {من عبادنا صالحين} [التحريم: 10] وصفهما بأجمل الصفات لأن الصلاح يشمل أمور الدنيا والآخرة.
وصالح النبي المشهور من ذلك. وصلاح: علم لمكنى مبني على الكسر كحذام وقطام. وهذه لغة الحجاز، ولغة تميمٍ إعرابه غير منصرفٍ. وقد جمع بين اللغتين من قال: [من الوافر]
890 - إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام
وقال الحارث بن أمية يذكر مكة، شرفها الله تعالى بهذا الاسم: [من الوافر]
891 - أبا مطرٍ هلم إلى صلاحٍ ... فتكفيك الندامى من قريش
وتأمن وسطهم وتعيش فيهم ... أبا مطرٍ هديت بخير عيش
وتكسن بلدةً عزت لقاحًا ... وتأمن أن يزورك رب جيش
قال الهروي: قرأت في شعر الدريدي في مفاخرةٍ: [من الكامل]
892 - منا الذي بصلاح قام مؤذنًا ... لم يستكن لتهددٍ وتنمر
قال: يعني خبيب بن عدي. قلت: يشير إلى قتله وصلبه رضي الله عنه حين قتله المشركون بمكة وصلبوه، شبهه بالمؤذن.

الصفحة 348