كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

894 - لها حارس لا يبرح الدهر ينهها ... وإن ذبحت صلى عليها وزمزما
وأما الشرعية فذات الأركان المعلومة، وهي مشتقة من ذلك، لأنها مشتملة على الدعاء؛ وهذا عند من لم يثبت أسماء شرعية. وفي الحديث: "إذا دعي أحدكم إلى طعامٍ فليجب فإن كان صائمًا فليصل" أي ليدع. وقيل: هي مشتقة من الصلوين؛ عرقين: لأن المصلي يحركهما عند حركته فيها. ومنه المصلي في حلبة السباق، لأنه يضع رأسه عند صلوي السابق. قال الشاعر: [من البسيط]
895 - إن ينتدب غاية يومًا لمكرمةٍ ... تلقى السوابق منا والمصلينا
ومن كلام علي رضي الله عنه: "سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكرٍ". وقيل: هي مشتقة من الصلاء، وهو النار لأنه إذا فعل هذه العبادة فقد درأ عن نفسه الصلاء، وهذا مردود بأن تلك مادة أخرى كما سيأتي. ويقال: الصلاة من الله تعالى لعبادة تزكية لهم وبركة عليهم. ومن الملائكة استغفار، ومن الناس الدعاء وهذه العبادة. وقد أتقنا الكلام على هذه المادة وما قيل فيها بأطول من هذا، وذكرنا شواهدها في "الدر".
قوله تعالى: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات} [الحج: 40] قيل: هي كنائس اليهود يصلون فيها. وقيل: هي الصلوات، وذلك على حذف مضافٍ أي مواضع صلواتٍ. قيل: وكل موضعٍ مدح الله تعالى فعل الصلاة أو حث عليه. وذكر ذلك [بلفظ] الإقامة تنبيهًا أن المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها لا الإتيان بهيئتها فقط، ولهذا

الصفحة 350