كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

وكل بناءٍ متصمع الرأس، أي متلاصقة. ومنه رجلٌ أصمع أي لاصقةٌ أذنه برأسه. وقيل لصغير الأذن من الناس وغيرهم. ومن كلام علي رضي الله عنه: ((كأني برجلٍ أصلع أصمع)). وفي حديث ابن عباس: ((كان لا يري بأسًا أن يضحي بالصمعاء)).
ويقال: قلبٌ أصمع، أي قويٌ كالبناء مجتمعٌ، أي جري فيه عكس من قيل فيهم: {وأفئدتهم} [إبراهيم: 43]. وكلابٌ صمع الكعوب أي قويةٌ ليست بأجوفها. قال النابغة: [من البسيط].
900 - صمع الكعوب برياتٌ من الحرد.
والصمعاء: البهمي قبل أن تتفقأ لتضامنها.
ص م م:
قوله تعالي: {صمٌ بكمٌ عميٌ} [البقرة: 18] الصمم فقدان حاسة السمع، وبه شبه من لا يصغي إلي الحق ولا يقبله. والقوم- كانوا- سامعون ناطقون مبصرون، لكن لما لم يسمعوا القرآن ولم يقرؤوه ولم ينظروا في دلالاته جعلوا كذلك. وليتهم كانوا فاقدين لهذه الحواس خاصة إنما المصيبة في فقدان تلك البصائر. وأصل الصمم السد.
ومنه صممت القارورة: إذا شدت رأسها. ويشبه من لا صوت له بالصمم، فيقال: صم فلانٌ: إذا لم ينطق، كأنه من باب اللازم غالبًا. وفي المثل: ((صمت حصاةٌ بدمٍ)) أي أن الدم لو ألقي فيه حصاةٌ لم تسمع لها حركةٌ: ((واشتمال الصماء)) أن يلتف المصلي بالرداء ونحوه حتى لا يبقي له موضعٌ يخرج يده من، وقد نهي عنها. وتقدم

الصفحة 354