كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

الضروري هو نسبةٌ للضرورة، ويقال ذلك باعتبار ثلاثة أوجهٍ: أحدها ما يكون علي سبيل القسر كالغصن المحرك بريحٍ شديدةٍ. والثاني ما لا يحصل وجوده إلا به نحو الغذاء الضروري للإنسان في حفظ بدنه. والثالث يقال فيما لا يمكن أن يكون علي خلافه كقول المتكلمين: الحسم الواحد لا يجوز حصوله في مكانٍ واحدٍ في آنٍ واحدٍ بالضرورة. قوله تعالي: {لا يضركم} [آل عمران: 120] قرئ بضم الفاء وتشديد العين من الضر، وبكسر الفاء وسكون العين. يقال: ضره وضرا وضاره ضيرًا. ومنه قوله تعالي: {لا ضير} [الشعراء: 50] وضاره يضوره، ثلاث لغاتٍ بمعني. وضاررته: خالفته وأنشد للنابغة: [من المتقارب].
919 - وخصمي ضرارٍ ذوي تدرإ ... متى بات سلمها يشغبا.
وفي بعض روايات حديث الرؤية ((لا تضارون في رؤيته)) أي لا تتخالفون.
ض ر ع:
{إذا جاءهم بأسنا تضرعوا} [الأنعام: 43]. التضرع: التذلل والخضوع والاستكانة. وفي الحديث أنه قال في ولدي جعفرٍ: ((مالي أراهما ضارعين؟))
فالضارع: الذليل. وأنشد: [من الطويل].
920 - ليبك يزيد ضارعٌ لخصومةٍ ... ومختبطٌ مما تطيح الطوائح.

الصفحة 376