كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

الاستعارة. والإضغان: الاشتمال بالثوب والسلاح، كاشتمال المضاغن علي ضغنه.

فصل الضاد واللام.
ض ل ل:
قوله تعالي: {ولا الضالين} [الفاتحة: 7] قيل: هم النصارى، {والمغضوب عليهم} [الفاتحة: 7] هم اليهود، لقوله في حق النصارى: {قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل} [المائدة: 77]. وفي حق اليهود: {من لعنه الله وغضب عليه} [المائدة: 60]. والضلال في الأصل: إما العدول عن الطريق المستقيم وإما الغيبوبة والضياع، والأول يقابله الهداية، والثاني يقابله الوجدان. والضلال يقال لكل عدولٍ عن المنهج عمدًا كان أو سهوًا، يسيرًا كان أو كثيرًا. قال بعضهم: لأن الطريق المستقيم الذي هو المرتضي صعب السلوك أو ممتنعٌ إلا علي من عصم الله تعالي. ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((استقيموا ولم تحصوا)).
وقال تعالي: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت: 30]. ولهذا روي أن بعض الصلحاء رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم في منامه فقال: ((يا رسول الله روي لنا أنك قلت: شيبتني هودٌ وأخوتها. فما الذي شيبك منها؟ فقال: قوله تعالي: {فاستقم كما أمرت} [هود: 112]. قال: وإذا كان الضلال ترك الطريق المستقيم سهوًا كان أو عمدًا، يسيرًا كان أو كبيرًا صح استعمال الضلال فيمن يوجد منه خطأ ما من غير قصد، قال هذا القائل: ولعل من ذلك نسب الضلال إلي مذكرٍ لا ينبغي ذكره هنا. قال: والكفار كذلك وإن كان بين الضلالين بون بعيد. قال: ألا تري أنه قال: {ووجدك ضالًا فهدي} [الضحى: 7] أي غير مهتدٍ إلي ما سبق إليك من النبوة. {قال فعلتها إذًا وأنا من الضالين} [الشعراء: 20]. وقال: {إن أبانا لفي ضلال مبينٍ} [يوسف: 8] تنبيهًا أن

الصفحة 382