كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

ما ضيعتك؟ فيقال: كذا. وفي الحديث: ((أفسد الله ضيعته)) وفيه أيضًا: ((من ترك ضياعًا)) وهو مصدرٌ وقع موقع الوصف، أي ضائعًا، وأن كسر صار جمع ضائع نحو جائع وجياع.
قوله: {أضاعوا الصلاة} [مريم: 59] قيل: أخروها عن وقتها المحدود لها شرعًا، فكيف بمن ترك؟ ويدخل في ذلك من لم يحافظ علي شروطها. وربما يدخل من لم يواظب علي سننها.
ض ي ف:
قوله تعالي: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم} [الذاريات: 24] سماهم ضيفًا وهم ملائكةٌ، يقال إنهم جبريل وميكائيل وملك الموت، لأنهم أتوه في صورة الضيف، والمضيف الذي يأتي زائدًا مع الضيف من غير استدعاءٍ وهو الطفيلي، وزادوا فيه النون منبهةً علي ذلك. وأصل الضيف مصدرٌ بمعني الميل. يقال: ضعفت إلي كذا وأضفته وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل].
929 - فلما دخلناه أضفنا ظهورنا ... إلي كل حاري [قشيبٍ مشطب].
ومنه الإضافة النحوية، لأن فيها إمالة أحد الاسمين إلي الآخر علي المجاز. وضافت الشمس للغروب: مالت وتضيفت. ومنه الحديث: ((نهي عن الصلاة إذا تضيفت الشمس)). أي مالت. وضاف السهم عن الهدف، فسمي الضيف ضيفًا لميله إلي من ينزل به. وصارت الضيافة متعارفة في القري. ووحد الضيف لأنه مصدرٌ، وقد جمع فقيل: أضيافٌ وضيوفٌ وضيفانٌ. يقال: أضفته وضفته بمعني واحدٍ. وقيل: ضيفته: أنزلته منزلة الأضياف. قال تعالي: {فأبوا أن يضيفوهما} [الكهف: 77]. وقد فعل اللئام

الصفحة 391