كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

غير تحلل.
ط ر ف:
قوله تعالى: {قبل أن يرتد إليك طرفك} [النمل: 40] أي قبل أن يرتد إليك جفنك عند فتح عينك يقال: طرف يطرف: إذا فعل ذلك. وقال الفراء. معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك. وقيل: بمقدار ما يبلغ إلى نهاية نظره، والأول أبلغ. قوله: {فيهن قاصرات الطرف} [الرحمن: 56] أي فاترات الطرف، وهو صفة مدح في الأعين. وقيل: قصرت أبصارهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم. والطرف: الجفن، وهو أيضًا تحريك [الجفن] للنظر إذ كان تحريك الجفن يلازمه الطرف. وطرف فلان: أصيب طرفه.
قوله: {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الرعد: 41] أي من نواحيها، وذلك عبارة عن فتوح بلاد الشرك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: فتوح البلاد بعده. وفي ذلك دلالة على نبوته لصدق ما وعد به. والطرف: الناحية، وقيل: هو كناية عن موت العلماء، الواحد طرف بالكسر وسكون الراء. وقيل: يقال فيه طرف أيضًا. والأشراف يسمون الأطراف، كذا قال الهروي، وفي العرف العكس، وطرف الإنسان: جوارحه كاليدين والرجلين. والظاهر أن قوله: {ننقصها من أطرافها} عبارة عن أخذ الناس بالموت، وأن لا أحد يبقى كقوله تعالى: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [ق: 4]
قوله تعالى: {ليقطع طرفًا من الذين كفروا} [آل عمران: 127] أي جماعة منهم. وقيل فيهم ذلك من حيث إن تنقيص طرف الشيء يتوصل به إلى توهينه وإزالته، ومن ثم قيل: ((ننقصها من أطرافها)). قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار} [هود: 114]، قيل هما صلاة الفجر والعصر. وأطراف النهار: ساعاته وأزمنته، كأطراف المكان لنواحيه. والطراف: بيت من الأدم من ذلك، لأنه يؤخذ طرفه. قال طرفة بن العبد: [من الطويل]
933 - رأيت بني غبراء لا ينكرونني ** وأهل هذاك الطراف الممدد

الصفحة 398