كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

ودبر، وجمعه أدبار، قال تعالى:} ومن يولهم يومئذٍ دبره {[الأنفال: 16]، وقال:} يضربون وجوههم وأدبارهم {[الأنفال: 50]، أي: قدامهم وخلفهم، وقال:} فلا تولوهم الأدبار {[الأنفال: 150]، وذلك نهي عن الانهزام، وقوله:} وأدبار السجود {[ق: 40]: أواخر الصلوات، وقرئ:} وإدبار النجوم {(وأدبار النجوم)، فإدبار مصدر مجعولٍ ظرفًا، نحو: مقدم الحاج، وخفوق النجم، ومن قرأ: (أدبار) فجمع يشتق منه تارًة باعتبار دبر الفاعل، وتارًة باعتبار دبر المفعول، فمن الأول قولهم: دبر فلان، وأمس الدابر،} والليل إذا أدبر {[المدثر: 33]، وباعتبار المفعول قولهم: دبر السهم الهدف: سقط خلفه، ودبر فلان القوم: صار خلفهم، قال تعالى:} أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين {[الحجر: 66]، وقال تعالى:} فقطع دابر القوم الذين ظلموا {[الأنعام: 45]، والدابر يقال للمتأخر، وللتابع؛ إما باعتبار المكان؛ أو باعتبار الزمان، أو باعتبار المرتبة، وأدبر: أعرض وولى دبره، قال:} ثم أدبر واستكبر {[المدثر: 23] وقال:} تدعو من أدبر وتولى {[المعارج: 17]، وقال عليه السلام: "لا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا"، وقيل: لا يذكر أحدكم صاحبه من خلفه، والاستدبار: طلب دبر الشيء، وتدابر القوم: إذا ولى بعضهم عن بعضٍ، والدبار مصدر دابرته، أي: عاديته من خلفه، والتدبير: التفكر في دبر الأمور، قال تعالى:} فالمدبرات أمرًا {[النازعات: 5]، يعني: ملائكة موكلًة بتدبير أمورٍ، والتدبير: عتق العبد عن دبرٍ، أو بعد موته. والدبار: الهلاك الذي يقطع دابرتهم، وسمي يوم الأربعاء في الجاهلية دبارًا، قيل: وذلك تشاؤمهم به، والدبير من الفتيل: المدبور، أي: المفتول إلى خلفٍ، والقبيل بخلافه. ورجل مقابل مدابر، أي شريف من جانبيه، وشاة مقابلة مدابرة مقطوعة الأذن من قبلها ودبرها. ودابرة الطائر: أصبعه المتأخرة، ودابرة الحافر ما حول الرسغ، والدبور من الرياح معروفن والدبرة من المزرعة، جمعها دبار، قال الشاعر:
على جربةٍ تعلو الدبار غروبها

الصفحة 4