كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

النظر في عواقبها. يقال: طرفت فلاتًا عن كذا، أي صرفته عنه. وأنشد: [من السريع]
936 - إنك والله لذو ملة ... يطرفك الأدنى عن الأبعد
ط ر ق:
قوله تعالى: {والسماء والطارق} [الطارق: 1] الطارق: النجم أي نجم كان. سمي طارقًا لأنه يرى ليلا. وكل من أتى ليلا أو رئي فيه سمي طارقًا. ومنه الحديث: ((نهى المسافر أن يأتي أهله طروقًا)) أي ليلاً. وفيه: ((إلا طارقًا يطرق بخير يارحمان)) وأصله أن الطارق هو السالك للطريق سمي طارقًا لأنه يطرق الأرض والسبيل برجله، أي يضربها بها عند سيره. ومن ثم سميت السبيل طريقًا، أي مطروقة بالأرجل، إلا أنه خص في العرف بالآتي ليلا فقالوا: طرق أهله طروقًا. وقول هند: [مجزوء الرجز]
937 - نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
- إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق
قيل: عنت بذلك أن أباها كالنجم في الشرف وعلو المنزلة. والطوارق: الحوادث الآتية ليلا. وطرق فلان: أصيب ليلا. قال الشاعر: [من الطويل]
938 - كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني فعيني تهمل
قوله تعالى: {فاضرب لهم طريقًا في البحر} [طه: 77]. الطريق: السبيل الذي يطرق بالأرض، أي يضرب بها. وعنه استعير لكل مسلك يسلكه الإنسان من الأفعال

الصفحة 400