كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

أمروا أن يكفروا به} [النساء: 60] فذكر؛ قوله: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} [النساء: 60] قيل: هو كعب بن الأشرف، وفي التفسير قصته، وهذا من جنس ما تقدم من تفسيرهم له بالصنم.

فصل الطاء والفاء
ط ف أ:
قوله تعالى: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم} [التوبة: 32] أي ليذهبوا دين الله، وهو استعارة من: أطفأت النار، أي أخمدتها فطفئت. وقد طفئت فهي طافئة ومطفأة. وقال في موضعٍ: {ليطفئوا} [الصف: 8]، والفرق بين الموضعين أن قوله: {أن يطفئوا} يقصدون إطفاء نور الله تعالى، و {ليطفئوا} أي يقصدون أمرًا يتوصلون به إلى إطفاء نور الله. كذا قاله الراغب، وفيه نظر لأن قوله: {ليطفئوا} بتقدير: لأن يطفئوا، و {أن يطفئوا} نتقدير: لأن يطفئوا أيضًا؛ فإن أن بعد لام كي ولام الجر يطرد حذفها مع أن، وتحقيقه في غير هذا.
ط ف ف:
قوله تعالى: {ويل للمطففين} [المطففين: 1] هم الذين ينقصون المكيال والميزان. قيل لهم ذلك لأنهم لا يكادون يبخسون الناس إلا الشيء اليسير، وهو الطفيف. وأصله من طفا الماء وهو جانبه. وقيل: من الطفافة وهو ما لا يعتد به. وفي الحديث: ((كلكم بنو آدم طف الصاع)) أي قريب من بعض، لأن طف الصاع قريب من ملئه.

الصفحة 408