كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

المتراكب بعضه على بعض. وعن علي: ((أنه كان يقرأ (وطلع) - بالعين- ويقول: ما الطلح؟)) وهذا لا ينبغي أن يصح عن مثله. وقيل: الطلح: شجر عظيم بالبادية كالسمر ونحوه، إلا أنه تعالى وصفه بخلاف صفته الدنيوية، فذكر أنه نضد بالثمرة من أوله إلى آخره. وقيل: هو شجر حسن اللون لخضرته، له رفيف ونور طيب، فخوطبوا ووعدوا بما يحبون وذلك لكثرة ظله، وهم يحبون الظل، ولذلك وعدوا به في مواضع. والواحد طلحة.
وإبل طلاحي: منسوب إلى الطلح لأكله منه. وإبل طلحة: مشتكية من أكله. والطلح والطليح: المهزول المجهود. ومنه: ناقة طليح أسفار. والطلاح منه، وهو مقابل الصلاح.
ط ل ع:
قوله تعالى: {ونخل طلعها هضيم} [الشعراء: 148] الطلع: ما ينشق عنه الجف أول ما يبدو، ثم هو بلح. والهضيم: الخفيف، وهو أحسن له. وسيأتي إن شاء الله تعالى؛ سمي بذلك لطلوعه من الكفرى. قوله: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} [الصافات: 65] يجوز أن يكون ذلك حقيقة، وأن الله خلق شجرة لها طلع بشيع المنظر، فقيل ذلك لأنهم أنفر شيء من الجن، كما أنهم آنس شيء بالملك خطبوا بذلك حقيقة. وقد كثر في الحديث والأخبار رؤية الجن، فيجوز أن يكونوا رأوها على تلك الهيئة المخيفة. وبلغني في ذلك وقوع مثله ولو لواحد لا لكل فرد من الناس. ومن طالع أخبار العرب عرف من ذلك شيئًا كثيرًا. وقيل ذلك على سبيل الاستعارة التخييلية، والأول هو الحق.
قوله تعالى: {حتى مطلع الفجر} [القدر: 5] أي إلى طلوع الفجر، فهو مصدر؛ قرئ بفتح اللام وهو القياس وله أخوات وردت بالكسر والفتح، والفتح القياس

الصفحة 411