كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

كالمشرق والمغرب والمنبت. وطلعت الشمس طلوعًا: بدت تشبيهًا بإنسان قد أشرف من علو؛ يقال: طلع علينا واطلع؛ قال تعالى: {فاطلع فرآه} [الصافات: 55] {أطلع إلى إله موسى} [القصص: 38] وهو افتعال من الطلوع. واستطلعت رأيه: استشرته، كأنك سألت رأيه الطلوع عليك، وطليعة القوم: عينهم الذي يتقدمهم. وطلاع الأرض: ملؤها. وفي الحديث: (طلاع الأرض ذهبًا). وطلاع الأرض: ملء الأرض منها. ومنه: قوس طلاع، أي تملأ الكف.
قوله: {تطلع على الأفئدة} أي تشرف على القلوب استشراف من يطلع على الشيء. والمراد بها أنها تصل إلى أرق شيء فيهم. نسأل الله العافية.
ط ل ق:
قوله تعالى: {الطلاق مرتان} [البقرة: 229]. الطلاق لغة: التخلية من الوثاق. يقال: أطلقت البعير من عقاله، وأطلقت لك من مالي كذا: خليت عنه. وأما شرعًا فهو حل عقدة النكاح، بقول صريح أو كناية من زوج بشروط مذكورة في موضعها، وفيه معناه اللغوي أيضًا لأنه تخلية للمرأة من وثاق الزوج. ويقال: طلقت المرأة فهي مطلقة وطالق، ويقال للحلال طلق، أي أنه غير مقيد على أحد شرعًا. والمطلق يقابل المقيد لغة وعرفًا. قوله تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة: 228] فهذا عام في الرجعيات والبائنات. قوله: {وبعولتهم} [البقرة: 228] خاص بالرجعيات. وله مخصصات أخر استوفيناها في (القول الوجيز). قوله: {فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا} [البقرة: 230] أي فإن طلقها الزوج الثاني. وانطلق فلان: مر مرورًا مخلى عنه. ويستعار التطليق لفراق الألم. وأنشد النابغة: [من الطويل]
948 - يسهد من ليل التمام سليمها ... تطلقه طورًا وطورًا تراجع

الصفحة 412