كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

الطوق، فصارت مثلاً لمن كبر عن شيء.
قوله: {وعلى الذين يطيقونه فدية} [البقرة: 184] أي يقدرون عليه، من أن أطاق كذا يطيقه إطاقة. وطاقة كطاعة من أطاع. وقرئ: {يطوقونه} من الطوق وهو القدرة. وقرئ: {يطيقونه} وفي الحرف قراءات توجيهها فيما هو أليق بها من هذا قوله: {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} [البقرة: 286]. قيل: الطاقة: اسم لما يقدر الإنسان أن يفعله بمشقة، وذلك تشبيه بالطوق المحيط بالشيء. فمعنى الآية: لا تحملنا ما يصعب علينا مزاولته. وليس معناه: لا تحملنا ما لا قدرة لنا به، وذلك لأنه تعالى قد يحمل الإنسان ما يصعب عليه، كما قال تعالى: {ويضع عنهم إصرهم} [الأعراف: 157] {ووضعنا عنك وزرك} [الشرح: 2] أي خففنا عنك العبادات الصعبة التي في تركها الوزر؛ قال الراغب وهو حسن، وينفعنا هذا في مسألة تكليف ما لا يطاق؛ وهو أن بعضهم استدل بها على جوازها، وتفسيره: وضع الوزر بتخفيف العبادة أيضا حسن؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن وزر بالمعنى المتعارف. وقيل في تفسير: ((ما لا طاقة لنا به)): إنها شماتة الأعداء. وأنشدوا: [من الكامل]
960 - أشمت بي الأعداء حين هجرتني ... * والموت دون شماتة الأعداء
ط ول:
قوله تعالى: {أولو الطول} [التوبة: 86] أي الغني. يقال: لفلان طول. أي غني. وقيل: المن والفضل. قد وصف الباري تعالى بقوله: {ذي الطول} [غافر: 3]

الصفحة 426