كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

أي هو صاحب المن والفضل والغنى على الحقيقة. ولذلك عقبة بقوله: {لا إله إلا هو إليه المصر} [غافر: 3]؛ إشارة لقوله تعالى: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7]. وأصله من الطول دون القصر، ويستعمل في الأعيان والأعراض كالزمان؛ فيقال: زمن طويل؛ قال تعالى: {فطال عليهم الأمد} [الحديد]. ورجل طويل وطوال. والجميع طوال وطيال وهو شاذ. وأنشدوا: [من الطويل]
961 - تبين لي أن القماءة ذلة ... وأن أشداء الرجال طيالها ... وطوال الدهر لمدته الطويلة؛ كقوله: [من الطويل]
962 - طوال الدهر عشت بغير ليلي ... وأي الدهر كنت لها خليلا؟
ومن ذلك الطول لحبل الدابة أنشد لطرفة: [من الطويل]
963 - لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المرخي وثنياه باليد
قوله تعالى: {إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا} [البقرة: 247]. هو فالوت. قالوا: واشتقاقه من الطول؛ يروى أنه كان سقاء أو دباغا طوالا جسيما في قصة مشهورو، فسمي طالوت لطوله. ويؤيده قوله تعالى: {وزاده بسطة في العلم والجسم} [البقرة: 247]، وهذا لا يصح لأنه اسم أعجمي. والاشتقاق لا يدخل فيه. وكونه كان طويلا واسمه طالوت فمن الاتفاق.
ط وي:
قوله تعالى: {طوي} [طه: 12] قرئ منونًا وغير منون، بتأويل المكان أو

الصفحة 427