كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

البقعة. قيل: هو اسم الوادي الذي حصل وقيل: جعل ذلك إشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء، فكأنه قال: طوي عنك مسافة لو احتيج أن ينالها في الاجتهاد لبعد ذلك. وقيل: هو اسم أرض. وقيل: طوي: هو النداء مرتين. وقيل: هو مصدر طويت. قال الراغب: فيصرف، ويفتح أوله ويكسر نحو ثني وثني. قال: ومعناه: ناديته مرتين. وقيل: المقدس مرتين. وعن قطرب: هو اسم ساعة من الليل. والمعنى؛ قدس لك ساعة من الليل، أو إنك بالوادي المقدس ليلا. وقيل: هو اسم أعجمي، ومن ثم منع. وقد قرئ بجميع ما ذكرته. وتحقيقه في ((الدرر)) و ((العقد)).
قوله: {يوم نطوي السماء} [الأنبياء: 104]. الطي: لف الشيء بعض على بعض كطي الدرج. وقد مضي في باب السين تفسير طي السماء كذلك، ويعبر بالطي عن مضي العمر. وأنشد [من الرجز]
964 - [ناٍج] طواه الأين مما وجفا ... طي الليالي زلفا فرزلفا
وقال آخر: [من الوافر]
965 - طوتك خطوب دهرك بعد نشر
قوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر: 67] يجوز أن تكون بمعنى طي السجل وأن تكون بمعنى المضي. والمعنى أنها مهلكات كما أخبر عنها بقوله تعالى: {يوم تمور السماوات مورا} [الطور: 9]. والطي أصله طوي فأدغم. وفي الحديث ((يا محمد اعمد لطيتك)) أي لقصدك. يقال: رجع لطيته، بتشديد الياء وتخفيفها.

الصفحة 428