كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

قوله: {ألا إنما طائرهم عند الله} [الأعراف: 131] أي ما قد أعد الله لهم من سوء الجزاء، وهو شؤمهم لسوء صنيعهم. وقيل: طائر الإنسان: ما قدر له في علم الله تعالى، وطار له. يقال: أطرت كذا وطيرته: قدرت وقسمته. ومنه ((أطرت بين نسائي)) أي قسمت، فكان لكل منهن طائر، أي حفظ ونصيب، قوله: {كان شره مستطيرا}، والكاذب وهو أي منتشرًا فاشيًا من أطار النجم: إذا انتشر. وقال الحماسي: [من البسيط]
967 - قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافات ووحدانًا
وقال ابن عرفة: مستطيرًا: مستطيلًا، وأنشد قول الأعشى. وقال غيره: مستطيرًا: فاشيا فشو الصبح المستطير. والفجر المستطيرلا المستطيل باللام: الذي شبهه عليه الصلاة والسلام بذنب السرحان، وهو الذئب. قال بعضهم يقال: فجر مستطير وغبار مستطار خولف بين بنائهما فتصور الفجر بصورة الفاعل، والغبار بصورة المفعول.
وفرس مطار أي سريع. ويقال ذلك للحديد الفؤاد. وقولهم: ((خذ ما تطاير من شعر رأسك)) أي ما انتشر حتى كأنه طار.
ط ي ن:
قوله تعالى: {وخلقته من طين} [الأعراف: 12]. الطين: التراب الذي عجن بالماء. قيل: وقد يسمى بذلك وإن زالت عنه قوة الماء. ويقال: طنت الكتاب أطينه طينًا، فهو طين نحو: بعت أبيعه بيعا فهو مبيع، والأصل مطيون، مفعول كمبيوع. وفي الحديث: ((ما من نفس فيها مثقال نملة من خير إلا طين عليها طينًا)) أي جبل عليها يوم القيامة. يقال: طانه الله على طينك، وطامه أيضًا. قيل: ((طينًا)) هنا مصدر على فعل نحو حان حينًا.

الصفحة 432