كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 2)

ومن قرأ "مدخلاً" فكقوله:} ليدخلنهم مدخلاً يرضونه {[الحج: 59]، وادخل: اجتهد في دخوله، قال تعالى:} لو يجدون ملجأ أو مغاراتٍ أو مدخلاً {[التوبة: 57]، والدخل: كناية عن الفساد والعداوة المستبطنة، كالدغل، وعن الدعوة في النسب، يقال: دخل دخلاً قال تعالى:} تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم {[النحل: 92]، فيقال: دخل فلان فهو مدخول، كناية عن بلهٍ في عقله، وفسادٍ في أصله، ومنه قيل: شجرة مدخولة. والدخال في الإبل أن يدخل إبل في أثناء ما لم تشرب لتشرب معها ثانيًا. والدخل طائر، سمي بذلك لدخوله فيما بين الأشجار الملتفة، والدوخلة: معروفة، ودخل بامرأته: كناية عن الإفضاء إليها، قال تعالى:} من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم {[النساء: 23].
[د خ ن]
الدخان كالعثان: المستصحب للهيب، قال:} ثم استوى إلى السماء وهي دخان {[فصلت: 11]، أي: هي مثل الدخان، إشارًة إلى أنه لا تماسك لها، ودخنت النار تدخن: كثر دخانها، والدخنة منه، لكن تعورف فيما يتبخر به من الطيب. ودخن الطبيخ: أفسده الدخان. وتصور من الدخان اللون، فقيل: شاة دخناء، وذات دخنةٍ وليلة دخنانة، وتصور منه التأذي به، فقيل: هو دخن الخلق، وروي: "هدنة على دخنٍ" أي: على فساد دخلةٍ.
[د ر]
قال تعالى:} وأرسلنا السماء عليهم مدرارًا {[الأنعام: 6]،} يرسل السماء عليكم مدرارًا {[نوح: 11]، وأصله من الدر والدرة، أي: اللبن، ويستعار ذلك للمطر استعارًة أسماء البعير وأوصافه، فقيل: لله دره، ودر درك. ومنه استعير قولهم للسوق: درة، أي: نفاق، وفي المثل: سبقت درته غراره، نحو: سبق سيله مطره. ومنه

الصفحة 7