كتاب القواعد للحصني (اسم الجزء: 2)

البحث السادس (¬1) [في تردد السبب المعلق عليه بين وجه استحالة ووجه إِمكان]
إِذا تردد السبب المعلق عليه بين وجه استحالة ووجه إِمكان (¬2)، فعلى أيهما يحمل؟
فيه خلاف في صور:
منها (¬3): إِذا قال: إِن حضتما حيضة فأنتما طالقان. وفيه وجوه:
أحدها: أنه لغو، ولا تطلقان؛ لأنه محال اتحاد حيضة منهما.
والثاني: يعتبر قوله. وفيه (¬4) وجهان، قال [الإِمام] (¬5): " يحمل على أنه أراد حيضة من كل منهما "، فيقع الطلاق عند تمام الحيضتين. وقال الشيخ أبو حامد وصاحبا المهذب (¬6) والتهذيب (¬7): " يلغى قوله: حيضة، ويستعمل: إِن حضتما، فيقع
¬__________
(¬1) هذا البحث ذكره ابن الوكيل في الأشباه والنظائر: ورقة (92 / ب) فما بعدها، والعلائي في: المجموع المذهب: ورقة (105 / أ). ومعظم مسائله منقولة من فتح العزيز.
(¬2) معنى هذا أن ذلك السبب يمكن أن يفسّر بتفسيرين أو أكثر، وأحد هذين التفسيرين مستحيل، والآخر ممكن.
(¬3) المسألة التالية والتي بعدها ذكرهما الرافعي في: فتح العزيز، جـ 16: ورقة (40 / ب، 41 / أ) كما ذكرهما النووي في: الروضة (8/ 153).
(¬4) أى تفسير ذلك الوجه.
(¬5) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المخطوطة، وقد أخذته من فتح العزيز، كما ذكره العلائي في المجموع المذهب: ورقة (105 / أ).
(¬6) صاحب المهذب: هو الشيخ أبو إِسحاق الشيرازى، وانظر كلامه في: المهذب (2/ 90).
(¬7) صاحب التهذيب: هو الإِمام البغوى. وانظر كلامه في: التهذيب، ج 3: ورقة (149 / أ).

الصفحة 138