كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 2)
يشق ركوبها لبعده. {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدّة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين 2 لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأ وضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين}
46 - {عده} صحة عزم ونشاط نفس، أوالزاد والراحلة ونفقة الحاضرين من الأهل. {كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ} لوقوع الفشل بتخاذلهم كابن أُبي والجد بن قيس. {وَقِيلَ اقْعُدُواْ} قاله بعضهم لبعض، أو قاله الرسول [صلى الله عليه وسلم] غضباً عليهم لعلمه بذلك منهم. {الْقَاعِدِينَ} بغير عذر، أو بعذر كالنساء والصبيان.
47 - {خيالا} فساداً " ع "، أو اضطراباً استثناء منقطع، لأن المسلمين لم يكونوا في خبال فيزدادوا منه. {وَلأَوْضَعُواْ} الإيضاع: سرعة السير، والخِلال: الفُرج، المعنى لأسرعوا في اختلالكم، أو لأوقعوا الخلف بينكم. {الْفِتْنَةَ} الكفر، أو اختلاف الكلمة وتفريق الجماعة. {سَمَّاعُونَ} مطيعون، أو عيون منكم ينقلون أخباركم إليهم، أو " عيون منهم ينقلون أخباركم إلى المشركين ". {لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلّبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهو كارهون ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّى ألا في الفتنة
الصفحة 24
601