كتاب تفسير العز بن عبد السلام (اسم الجزء: 2)

خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلاً}
59 - {جَلابِيبِهِنَّ} الجلباب: الرداء، أو القناع، أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها وإدناؤه أن تشد به رأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا / [151 / أ] ترى ثغرة نحرها، أو تغطي به وجهها حتى لا تظهر إلا عينها اليسرى {يُعْرَفْنَ} من الإماء بالحرية أو من المتبرجات بالصيانة. قال قتادة: كانت الأَمَةَ إِذا مرَّت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله - تعالى - الحرائر أن يتشبهن بهن.
60 - {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} عن أذية نساء المسلمين، أو عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق " ح " {وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} الزناة، أو أصحاب الفواحش والقبائح {والمرجفون} الذين يكايدون النساء ويتعرضون لهن، أو ذاكرو الأخبار المضعّفة لقلوب المؤمنين المقوية لقلوب المشركين، أو الإرجاف التماس الفتنة " ع " وسميت الأراجيف لاضطراب الأصوات فيها وإفاضة الناس فيها {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} لنسلطنك عليهم، أو لنعلمنك بهم، أو لنحملنك على مؤاخذتهم {إِلاَّ قَلِيلاً} بالنفي عن المدينة والقليل ما بين قوله لهم اخرجوا وبين خروجهم.
62 - {سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ} بأن من أظهر الشرك قُتل، أو من زنا حُدَّ أو من أظهر النفاق أُبعد {تَبْدِيلاً} تحويلاً وتغييراً، أو من قتل بحق فلا دِية على قاتله. {يسئلك الناس عن الساعة قل إنّما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا

الصفحة 590