كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (اسم الجزء: 2)

(من ظن بالدهر خيرا فَهُوَ منخدع ... فوده هدنة تبنى على دخن)
(لَا أنتحي منهلا إِلَّا شرفت بِهِ ... وَلَا احل مَكَانا لَيْسَ بالخشن)
(وَلَا أصَاحب من هَذَا الورى بشرا ... إِلَّا حصلت على رزق من الإحن)
(حَتَّى توهمت أنني جنيت لَهُم ... حَرْب البسوس وأنني أَبُو الْفِتَن)
(وَمَا لذِي الْفضل من ذَنْب يلام بِهِ ... سوى فضيلته فِي دهره الزَّمن)
(فعد يَا قلب عَن شكوى أضيق بهَا ... ذرعا فشكواك لي ضرب من الوهن)
(وَلست أَحسب هَذَا الدَّهْر مرعويا ... وَلَو تعلّقت مِنْهُ بِابْن ذِي يزن)
(حلا لقد علقت يَدي بِمن علقت ... أَيدي العفاة بِهِ فِي الشَّام واليمن)
(بأعظم النَّاس منزلا ومنزلة ... وأسمح النَّاس كفا بالندى الهتن)
(وأشمخ النَّاس قدرا فِي الورى وَعلا ... وَأحكم النَّاس للفروض وَالسّنَن)
(ذَاك الْوَلِيّ الَّذِي كل الْأَنَام غَدا ... يَتْلُو مناقبه فِي السِّرّ والعلن)
(أَبُو شُعَيْب الَّذِي من بحره انشعبت ... جداول الْيمن فِي الْأَحْيَاء والمدن)
(بدر غَدا فِي سَمَاء الْمجد مكتملا ... بِهِ علا ذكر آزمور فِي الوطن)
(أَرض إِذا الضَّرع المحروم يممها ... ألفى بهَا بدل الأهلين والسكن)
(أود من أجل ثاويها حجارتها ... وَاجعَل الترب لي مسكا بِلَا ثمن)
(كَيفَ لَا تطبي قلبِي منَازِل من ... بِهِ أكون من الْأَحْدَاث فِي جنن)
(مجلي الغياهب مبذول الْمَوَاهِب مقفو ... الْمَذْهَب بالجنيد والقرني)
(بَحر الْحَقِيقَة والغوث الَّذِي لهجت ... بِهِ الْقَبَائِل فِي الْمقَام والظعن)
(مَا زَالَ يرقى الذرى من كل صَالِحَة ... حَتَّى اكتسى شهرة النيرَان فِي القنن)
(يَا خير من أمه الْعَافِي ولاذ بِهِ ... أهل الجرائم والأوزار والمحن)
(إِنِّي خدمتك فِي شعر عنيت بِهِ ... وَلَيْسَ لَوْلَا حلاك الزهر بالْحسنِ)
(أَشْكُو إِلَيْك سقاما أَنْت مبرئه ... وَلست أَرْجُو سواك مِنْهُ ينعشني)
(وَشد أزري فَإِنِّي كنت مُعْتَقدًا ... إِذا بلغتك قدت الدَّهْر بالرسن)
(وَانْظُر بِفَضْلِك من وافك معتفيا ... فَإِن نظرت فَكل الْخَيْر يشملني)
(وَأعظم السُّؤَال مِنْك النَّفس تصلحها ... وطهر الْقلب مَا لأمراض والدرن)
(وامنحه نورا وتوفيقا وَمَعْرِفَة ... أرى بهَا علمي وَالْبر فِي قرن)

الصفحة 208